معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي (ولد سنة 19 ق هـ / 602م – توفي سنة 60 هـ / 680م)
مؤسس الدولة الأموية في الشام، وأحد دُهاة العرب المتميزين الكبار. كان فصيحًا حليمًا وقورًا. وُلد في مكة، وأسلم يوم فتحها سنة 8 هـ، وتعلّم الكتابة والحساب، فجعله رسول الله ﷺ من كتّابه.
ولما تولى أبو بكر الصديق الخلافة، ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان، فكان على مقدمته في فتح صيداء وعرقة وجبيل وبيروت.
وفي خلافة عمر بن الخطاب، ولاه أولاً على الأردن، ثم على دمشق بعد وفاة أخيه يزيد، لما رأى فيه من حزم وعلم.
ثم جاء عثمان بن عفان، فجمع له الديار الشامية كلها، وجعل ولاة أمصارها تابعين له.
وبعد مقتل عثمان، تولى الخلافة علي بن أبي طالب، فوجه بعزل معاوية، إلا أن معاوية علم بذلك قبل وصول البريد، فنادى بالثأر لعثمان، واتهم عليًا بدمه، فوقعت الحروب الطاحنة بينهما، وانتهى الأمر بتثبيت إمامة معاوية في الشام وإمامة علي في العراق.
وبعد مقتل علي، بايع الناس الحسن بن علي، ثم تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية سنة 41 هـ، فبدأ بذلك عهد الدولة الأموية.
دامت الخلافة لمعاوية حتى سن الشيخوخة، فعهد بها إلى ابنه يزيد، وتوفي في دمشق.
له 130 حديثًا، اتفق البخاري ومسلم على أربعة منها، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة.
كان من عظماء الفاتحين في الإسلام، بلغت فتوحاته المحيط الأطلسي، وافتتح عامله بمصر بلاد السودان سنة 43 هـ، وكان أول مسلم ركب بحر الروم للغزو.
وفي أيامه، فُتحت كثير من جزر اليونان والدردنيل، وحاصر القسطنطينية برًا وبحرًا سنة 48 هـ.
كان أول من جعل دمشق مقرًا للخلافة، وأول من اتخذ المقاصير، والحرس، والحجاب في الإسلام، وأول من نصب المحراب في المسجد.
كان يخطب قاعدًا، وكان طوالًا جسيمًا أبيض، إذا ضحك انقلبت شفته العليا.
وفي أيامه، ضُربت دنانير عليها صورة أعرابي متقلد سيفًا.
وكان عمر بن الخطاب يقول عنه: "هذا كسرى العرب!"
من الكتب التي تناولته:
تطهير الجنان واللسان عن الخوض والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان للشهاب ابن حجر الهيتي
معاوية بن أبي سفيان في الميزان لمحمود عباس العقاد
وكتاب للمستشرق هنري لامنس بعنوان أول الخلفاء الأمويين طُبع بالفرنسية.
